السُّلْطَانُ الفرغل سُلْطَانَ صَعِيدِ مُصِرِّ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السُّلْطَانُ الفرغل سُلْطَانَ صَعِيدِ مُصِرِّ


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أقوال الأئمة والعلماء في التصوف(تجميع الشيخ صديق المندوة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن الفرغل
نائب مدير المنتدى
نائب مدير المنتدى
حسن الفرغل


الساعه الان :
ذكر
عدد الرسائل : 25

أقوال الأئمة والعلماء في التصوف(تجميع الشيخ صديق المندوة) Empty
مُساهمةموضوع: أقوال الأئمة والعلماء في التصوف(تجميع الشيخ صديق المندوة)   أقوال الأئمة والعلماء في التصوف(تجميع الشيخ صديق المندوة) Icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 9:13 pm


1- الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى( [136]): صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات:
قولهم: الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعك.
وقولهم: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم: العدم عصمة( [137]).
وقال أيضا: حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والاقتداء بطريق أهل التصوف( [138]).
2- الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى:
نقل الفقيه الحنفي الحصكفي صاحب الدر: أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال:
(أنا أخذت هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي وهو من داود الطائي ، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله)( [139]).
3- الإمام مالك رحمه الله تعالى:
يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى : (من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق)( [140]).
4- الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى( [141]) قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبدالله رحمه الله تعالى : (يا ولدي عليك بالحديث وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية فإنهم ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي وعرف أحوال القوم أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة)( [142]).
وكان الإمام أحمد بن حنبل مع جلالة قدره إذا توقف في مسألة يقول أبي حمزة البغدادي رضي الله عنه: ما تقول في هذه المسألة يا صوفي؟ فمهما قال له اعتمده.
ونقل العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إبراهيم بن عبدالله العلاني رحمه الله تعالى أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قال عن الصوفية (لا أعلم أقواما أفضل منهم قيل إنهم يستحيون ويتواجدون قال دعوهم يفرحون مع الله ساعة... )( [143]).
5- ابن تميمية رحمه الله تعالى :
تحدث أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة في الجزء العاشر من مجموع فتاويه فقال: فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني ، ومعروف الكرخي، والسري السقطي ، والجنيد بن محمد ، وغيرهم من المتقدمين ومثل الشيخ عبدالقادر الجيلاني والشيخ حماد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين فلا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يجرخ عن الأمر والنهي الشرعيين بل علهي أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف وهذا كثير في كلامهم( [144]).
ويصفهم أيضا بانهم من أكمل صديقي زمانهم( [145]).
6- ويقول الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد عن الصوفية:
أما أرباب النفوس العالية والعقول السامية من العرفاء (الصوفية) ممن لم تدن مراتبهم من مراتب الأنبياء ولكهم رضوا أن يكونا لهم أولياء وعلى شرعهم ودعوتهم أمناء فكثير منهم نال حظه من الأنس بما يقارب تلك الحال في النوع أو الجنس لهم مشاهد صحيحة في عالم المثال لا تنكر عليهم لتحقق حقائقها في الواقع فهم لذلك لا يستبعدون شيئا مما يحدث به عن الأنبياء صلوات الله ولامه عليهم ومن ذاق عرف ومن حرم انحرف ودليل صحته ما يتحدثون به ومنه ظهور الأثر الصالح منهم وسلامة أعمالهم مما يخالف شرائع أنبيائهم وطهارة فطرهم مما ينكره العقل الصحيح أو يمجه الذوق السليم.
وقال أيضا فيما يرويه تلميذه محمد رشيد رضا عنه في كتاب (تاريخ الأستاذ الإمام) ص 928، لا يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتزكية النفوس وإنه بضعف هذه الطبقة وزوالها فقدنا الدين وكل ما أنا فيه من نعمة في ديني أحمد الله فسببها الصفوية ؟
ويقول تلميذه محمد رشيد رضا في الكتاب السابق ذكره ص 126 وقد بينا في أول الفصل أن الأستاذ الإمام رحمه الله قد ربى تربية صوفية وأنه كان صوفيا صفيا خفيا وأنه كان يرى وجوب كتمان كل ما يؤتاه المرء من ثمرات التصوف وإن كان مع الناس فيما يشاركهم فيه من الصفات والأحوال.
7- تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى :
وقال الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه معيد النعم ومبيد النقد تحت عنوان (الصوفية) حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة نحن وإياهم وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعبا ناشئا عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها إلى أن قال وإنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة .. ثم تحدث عن تعاريف التصوف إلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجي الرحمة بذكرهم ويستنزل الغيث بدعائهم فرضي الله عنهم وعنا بهم( [146]).
8- الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى:
قال العلامة الكبير والمفسر الشهير الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : (الباب الثامن في أحوال الصوفية: اعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية وهذا طريق حسن.. وقال أيضا: والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية ويجتهدون أن لا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل وهؤلاء هم ير فرق الآدميين)( [147]).
9- الإمام الشاطبي رحمه الله
ذكرت مجلة المسلم ، العشيرة المحمدية( [148]) تحت عنوان (الإمام الشاطبي( [149])) صوفي سلفي للسيد أبي التقي أحمد خليل: كتاب الاعتصام من الكتب التي يعتبرها المتسلفة مرجعا أساسيا لبعض آرائهم ويرون في الشيخ أبي إسحاق الشاطبي إماما لهم وقد عقد الإمام الشاطبي في كتابه هذا فصولا كريمة عن التصوف الإسلامي وأثبت أنه من صميم الدين وليس هو مبتدعا ووفي المقام هناك بما تسلم له العقول والقلوب فاستمع إلى الإمام الشاطبي يقول:
إن كثيرا من الجهال يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الاتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوابه : فأول شيء بنوا عليه طريقهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها حتى زعم مذكرهم وحافظ مأخذهم وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري أنهم إنما اخصتوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البد فذكر أن المسلمين بعد رسول الهل صلى الله عليه وآله وسلم لم يسم أفاضلهم في عصرهم باسم علي سوى الصحبة إذ لا فضيلة فوقها ثم سمي من يليهم التابعين ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية في الدين: الزهاد والعباد قال ثم ظهرت البدع وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله، والحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، فتأمل تغنم والله أعلم.
10- ابن خلدون رحمه الله تعالى:
وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى في كلامه عن علم التصوف: هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة فيالملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الحصابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخارف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف ، فلما فشي الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده ، وجنح النا إلى مخالطة الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية( [150]).
11- العلامة الشريف الجرجاني في (التعريفات) ص 52:
يقول : التصوف مذهب كله جد فلا يخلطونه بشيء من الهزل وهو تصفية القلب عن مواقف البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية ، وإخماد صفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بعلوم الحقيقة واستعمال ما هو أولى على السرمدية والنصح لجميع الأمة والوفاء لله تعالى على الحقيقة واتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشريعة.
12- الإمام أبو حامد الغزالي:
يقول الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) بعد أن فرغ من علوم الشريعة بكتاب (الأربعين) وعلوم الفلسفة القديمة بكتاب (مقاصد الفلاسفة) وكذلك التاهفت يقول واصفا التصوف والصوفية: ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية ، وعلمت أن طريقهم إنما يتم بعلم وعمل، وكان حاصل ععلمهم قطع عقبات النفس والنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب من غير الله تعالى وتحليته بذكر الله وكان حينئذ العلم أيسر علي من اغلعمل فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل قوت القلوب لأبي طالب المكي رحمه الله وكتب الحارث المحاسبي والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأبي يزيد البسطامي وغير ذلك من كلام مشايخهم حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية ، حصلت على ما يمكن أن يحصل المرء من طريقتهم بالتعليم والسماع فظهر لي أن أخص خصائصهم لا يمكن الوصول اليه بمجرد العلم بل بالذوق والحال، وتبدل الصفات ، فعلمت يقينا أنهم أرباب أحوال لا أصحاب أقوال.
والقدر الذي أذكره لينتفع به هو أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى.
وأن سيرتهم أحسن السير وطريقهم أصوب الطرق وأخرقهم أزكى الأخرلاق بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إلى ذلك سبيلا وإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به، فأيقنت أنهم الفرقة الناجية ومذا يقول القائلون في طريقة أول شروطها: تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى ، وعمادها ومفتاحها الجاري منها مجرى الإحرام في الصلاة: استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله( [151]).
13- الإمام القشيري رحمه الله تعالى:
وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته المشهورة متحدثا عن الصوفية: جع الله هذه الطائفة صفوة أوليائه وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وجعل قلوبهم معادن أسراره واختصهم من بين الأمة بطوالع أنواره فهم الغياث للخلق والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق صفاهم من كدورات البشرية ورقاهم إلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية ووفقهم للقيام بآلآداب العبودية وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف وتحققوا بما منه سبحانه لهم من التقليب والتصريف ثم رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانسكار ولم يتكلموا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال علما منهم بانه جل وعلا يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد لا يحكم عليه خلق ولا يتوجه عليه لمخلوق حق ثوابه ابتداء فضل وعذابه حكم بعدل وأمره قضاء فصل( [152]).
14- العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى :
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله تعالى : قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى وقعد غيرهم على الرسوم ومما يدلك على ذلك ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات فإنه فرع عن قربات الحق لهم ورضاه عنهم ولو كان العلم من غير عمل يرضي الحق تعالى كل الرضى لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم ولو لم يعملوا بعلمهم هيهات هيهات( [153]).
15- الإمام ابن عابدين
وتحدث خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين رحه الله تعالى في كتابه المسمى مجموعة رسائل ابن عابدين الرسالة السابعة (شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل) عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات من قبل أشخاص تزيوا بزي العلم وانتحلوا اسم الصوفية ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يظن أنه يتكلم عنهم عام فقال:
(ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلردية، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواما يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحوه فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم ومزق النصب فؤادهم وضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مدااة لحالهم ولو ذقت مذاهقم عرتهم في صياحهم.. وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لما استفتي عن ذلك حيث قال:
ما فيا لتواجد إن حققت من حرج ولا التمايل إن أخلصت من باس
فقمت تسعى على رجل وحق لمن دعاه مولاه أن يسعى على الرأس
للرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال فهم لا يستمعون إلا من الإله ولا يشتاقون إلا له إن ذكروه ناحوا وإن شكروه باحوا وإن وجدوه صاحوا وإن شهدوه استراحوا وإن سرحوا في حضرات قربه ساحوا إذ غلب عليهم الوجد بغلباته وشربوا من موارد إرادته فمنه من طرقته طوارق الهيبة فخر وذاب ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب ومنهم من طلع عليهم الحب من مطلع القرب فسكر وغاب هذا ما عن لي في الجواب والله أعلم بالصواب.
وأيضا فإن سماعهم ينتج المعارف الإلهية والحقائق الربانية ولا يكون إلا بوصف الذات العلية والموعظة الحكيمة والمدائح النبوية .
ولا كلام لنا أيضا مع من اقتدى بهم ، وذاق من مشربهم ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلام وسيأتي الكلام عن أدلة جواز الحركة في الذكر في بابها الاص بها إن شاء الله تعالى .. الخ( [154]).
16- محمد الحامد رحمه الله تعالى:
يقول فضيلة الشيخ الحموي محمد الحامد رحمه الله فيما نقله لنا صاحب كتاب: (المحامد من حياة الشيخ محمد الحامد): اعلم أن التصوف هو تنقية الظاهر والباطن من المخالفات الشرعية، وتعمير القلب بذكر الله تعالى وخشيته ورجائه والسير في العبادات والأعمال على النهج الشرعي طبق السة الشريفة وخلافا للبدعة السيئة التي يحظر الإسلام التلبس بها.
17- الدكتور أبو الوفا التفتازاني:
يقول فضيلة الدكتور أبو الوفا التفتازاني في كتابه (مدخل إلى التصوف الإسلامي):
ليس التصوف هروبا من واقع الحياة كما يقول خصومه وإنما هو محاولة الإنسان للتسلح بقيم روحية جديدة تعينه على مواجهة الحياة المادية ، وتحقق له التوازن النفسي حتى يواجه مصاعبها ومشكلاتها.
وفي التصوف الإسلامي من المبادئ الإيجابية ما يحقق تطور الجتمع إلى الأمام فمن ذلك أه يؤكد على محاسبة الإنسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفضائل ويجعل فطرته إلى الحياة معتدلة فلا يتهالك على شهواتها وينغمس في أسبابها إلى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه فيشقى شقاء لا حد له. والتصوف يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية وبذلك يتحرر تماما من شهواته وأهوائه بإرادة حرة.
18- الشيخ محمد أبو زهرة:
نحن في عصرنا هذا أشد الناس حاجة إلى متصوف بنظام التصوف الحقيقي وذلك لأن شبابنا قد استهوته الأهواء وسيطرت على قلبه الشهوات.. وغذا سيطرت الأهواء والشهوات على جيل من الأجيال أصبحت خطب الخطباء لا تجدي وكتابة الكتاب لا تجدي ومواع الوعاظ لا تجدي وحكم العلماء لا تجدي وأصبحت كل وسائل الهداية لا تجدي شيئا.
إذا لابد لنا من طريق آخر للإسلاح هذا الطريق أن نتجه إلى الاستيلاء على نفوس الشباب وهذا الاسيتلاء يكون بطريق الشيخ ومريده بحيث يكون في كل قرية وفي كل حي من أحياء المدن وفي كل بيئة علمية أو اجتماعية رجال يقفون موقف الشيخ الصوفي من مريديه.
إن العلاقة بين المريد والشيخ ، وبين مراتب هذا المريد هي التي يمكن أن تهذب وأن توجه.
يقول الشاطبي في كتابه (الموافقات) إن بين المعلم والمتعلم روحانية تجعله ينبطع بفكره وينطبع بكل ما يلفته من معلومات نحن بحاجة إلى هؤلاء الذي يستهون الشباب ليصرفوهم عن هذا الهوى الماجن ويوجهوهم( [155]).
19- الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى:
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي فيما يرويه لنا كتاب (أصول الأصول) للشيخ زكي إبراهيم ص 177:
.. الصوفي يتقرب إلى الله بفروض الله ، ثم يزيدها بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام من جنس ما فرض الله وأن يكون عنده صفاء في استقبال أقضية العبادة فيكون صافيا لله والصفاء هو كونك تصافي الله فيصافيك الله.
والتصوف رياضة روحية لأنها تلزم الإنسان بمنهج تعبدي لله فوق ما فرضه.. وهذه خطوة نحو الود مع الله ..
وهكذا يمن الله تعالى على هؤلاء المتصوفين ببعض العطاءات التي تثبت لهم أنهم على الطريق الصحيح نتلك العطاءات هي طرق ناموس ما في الكون ويكون ذلك على حسب قدر صفاء المؤمن فقد يعطي الله صفحة من صفحات الكون لأي إنسان فيبنئه به أو يبشره به ليجذبه إلى جهته .
وعندما يدخل الصوفي في مقامات متعددة وجئنا بمن لم يتريض ولم يدخل في مقامات الود وحدثناه بها فلا شك أنه يكذبها ولكن تكذيبها دليل حلاوتها.
والمتصوف الحقيقي يعطيه الله أشياء لا تصدقها عقول الآخرين ولذلك فعليه أن يفرح بذلك ولا يغضب من تكذيب الآخرين له.



19- أبو الحسن الندوي:
يقول الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي (عضو المجمع العلمي العربي بدمشق ومعتمد ندوة العلماء بالهند) : إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة والتوبة عن المعاصي والظلم والقسوة ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الرذائل مثل الكبر والحسد والبغضاء واللم وحب الجاه وتزكية النفس وإصلاحها ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعة والإيثار وعلاوة على هذه البيعة التي كانت رمز الصلة العميقة الخاصة بين الشيخ ومريديه ، إنهم كانوا يعظون الناس دائما ويحاولون أن يلهبوا فيهم عاطفة الحب لله سبحانه والحنيني إلى رضاه ورغبة شديدة لإصلاح النفس وتغير الحال.. .
ثم تحدث عن مدى تأثير أخرقهم وإخلاصهم وتعليمهم وتربيتهم ومجالسهم في المجتمع والحياة ، وضرب عض الأمثلة التي تلقي الضوء على هذا الواقع التاريخي ثم تحدث عن الشيخ أحمد الشهيد رحمه الله تعالى فقال: إن النسا أقبلوا عليه إقبالا منقطع النظير وإنل لم يمر ببلدة إلا وتاب على يديه وبايعه عدد كبير من الناس وإنه أقام في كلكتا شهرين ويقدر أن الذين كانوا يدخلون في البيعة لا يقل عددهم عن ألف نسمة يوميا وتستمر البيعة إلى نصف الليل وكان من شةة الزحام لا يتمكن من مبايعتهم واحدا واحدا فكان يمد سبعة أو ثمانية من العمائم والناس يمسكونها ويتوبون ويعاهدون الله وكان هذا دأبه كل يوم سبع عشر أو ثماني عشرة مرة.
وتحدث عن شيخ الإسلام علاء الدين رحمه الله تعالى فقال إن السنوات الأخيرة من عهده تمتاز بأن كسدت فيها سوق المنكرات من الخمر والحرام والفسق والفجور والميسر والفحشاء بجميع أنواعها ولم تنطق الألسن بهذه الكلمات إلا قليلا وأصبحت الكبائر تشبه الكفر في أعين الناس وظل الناس يستحيون من التعامل بالربا والادخار والاكتناز علنا وندرت في السوق حوادث الكذب والتطفيف والغش... .
ثم قال إن تربية هؤلاء الصوفية والمشايخ ومجالسهم كانت تنشيء في الإنسان رغبة في إفادة الناس وحرصا على خدمتهم ومساعدتهم.
وذكر الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه (ربانية لا رهبانية ) ص 17 – 18 فلا شك أنه لولا هؤلاء الصوفية أصحاب النفوس المسماة الذين وصلوا إلى درجة الإحسان وفقه الباطن لانهار المجتمع الإسلامي إيمانا روحانيا وابتلعت موجة المادية الطاغية العاتية الباقية من إيمان الأمة الأمة وتماسكها وضعفت صلة القلوب بالله والحياة بالروح والمجتمع بالأخلاق وفقد الإخلاص والاحتساب وانتشرت الأمراض الباطنة واعتلت القلوب والنفوس وفقد الطبيب وتكالب الناس على حطام الدنيا وتنافس أهل العلم في الجاه والمال والمناصب وغلب عليهم الطخمع والطموح وتعطلت شعبة من أهلم شعب النبوة وبنيانها وهي (تزكية النفوس والدعوة إلى الإحسان وفقه الباطن) .
ثم بين الأستاذ الندوي أن تأثير هذه المواعظ ودخول الناس في الدين وانقادهم للشرع أدى إلى تعطيل تجارة الخمر وكساد سوقها في كلكتا وهي كبرى مدن الهند ومركز الإنجليز وكسدت سوقها وأفقرت الخانات واعتذر الخمارون عن دفع الضراسب للحكومة متعللين بكساد السوق وتعطيل تجارة الخمر ...
ثم قال: إن هذه الحالة كانت نتيجة أخلاق هؤلاء المصلحين والدعاة الصوفية والمشايخ وروحانيتهم أن اهتدى بهم في هذه البلاد الواسعة عدد هائل من الناس وتابوا عن المعاصي والمنكرات واتباع الهوى.
وفي ختام البحث قال الأستاذ الندوي حفظه الله تعالى : لقد كانت هناك بجهود هؤء الصوفية أشجار كثيرة وارفة الظلال في مائات من بلاد الهند استراحت في ظلها القوافل التائهة والمسافرون المتعبون ورجعوا بنشاط جديد وحياة جديدة( [156]).
وتحدث الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه (رجال الفكر والدعوة في الإسلام) عن الصوفية وأثرها في نشر الإسلام بصدر حديثه عن الصوفي الشهير والمرشد الكبير سيدي الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس الله روحه فقال : وكان يحضر مجلسه نحوا من سبعين ألفا وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى وتاب على يديه من العيارين أو المسالحة( [157]) أكثر من مائة ألف وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه فدخل فيه خلق لا يحصيهم إلا الله وصلحت أحوالهم وحسن إسلامهم وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم ويشرف عليهم وعلى تقدمهم وأصبح هؤلاء التلاميذ الروحانيون يشعرون بالمسؤولية بعد البيعة والتوبة وتجديد الإيمان ثم يجيمز الشيخ كثيرا منهم ممن يرى فيه النبوغ والاستقامة والمقدرة على التربية فينتشرون في الآفاق يدعون الخلق إلى الله ويربون النفوس ويحاربون الشرك والبدع والجاهلية والنفاق فتنتشر الدعوة الدينية وتقوم ثكنات الإيمان ومدارسالإحسان ومرابط الجهاد ومجامع الأخوة في أنحاء العالم الإسلامي( [158]).
وتحدث الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه روائع إقبال فقال: إنني أقول دائما: لولا وجوهم وجهادهم لابتلعت الهند وحضارتها وفلسفتها الإسلام( [159]).
20- الأستاذ عبدالباري الندوي:
ويقول الأستاذ عبدالباري الندوي في كتابه (بين التصوف والحياة) في عدة صفحات متفرقة من كتابه : يجب أن يعرف المسلمون أنه لا حظ لهم من الدنيا إذا لم يتمكن في أعماق نفوسهم الإيمان الخالص ومن الظلم والجور العظيمين أن تنفق في تحصيل العلم الظاهر سنوات عديدة ولا تبذل لإصلاح الباطن عدة شهور إن التصوف أو العلم الباطني بالغ فيه الناس مبالغة عظيمة وصورة تصويره شائها وشرحوه شرحا طبعه بطابع الضلالة إلا أنه قانون لأعمال القلب والباطن.. وتجد تفاصيل أحكام التصوف منصوصة في الكتاب والسنة مثل ما نجد أحكام الفقه تماما وتتبين أهمية أحكام التصوف وأفضليته من نصوص القرآلآن والحديث اغلتي تصرح بها أو تلمح إليها.. .
فإن أبى شخص أن يعترف بالتصوف كعلم بعينه وفن بذاته فلم لا ينفر ويشمئز من المصطلحات الدينية الأخرى ن من تفسير ومفسر ، وتجويد ومجود ولام ومتكلم وغيرها أما أولئك الذين رأوا التصوف والطريقة والحقيقة والمعرفة ضدا للبشرية فهؤلاء الذين وقعوا في ضلالة أشد خطأ وأطم.
21- أحمد الشرباصي:
قال الأستاذ الشيخ أحمد الشرباصي الكاتب الإسلامي المعروف والمدرس في الأزهر الشريف في مجلة الإصلاح الاجتماعي تحت عنوان (الأخلاق عند الصوفية) بعد أن تحدث عن التصوف وتعريفه واشتقاقه : وأنا أعتقد أن حقيقة التصوف الكاملة هي مرتبة الإحسان الذي حدده رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلامفي حديث جبريل حين قال :«الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»( [160]).
وقال الأستاذ أيضا في مقدمته لكتاب نور التحقيق : أرأيت إلى كنز وسيع عجيب فيه المال الغزير الذي لا يحصى وفيه أدوية الجسم الشافية التي لا تخون وفيه نور القلب الذي لا يخبو ... ماذا يكون شأنك لو أن إنسانا أخبرك بوجود هذا الكنز بمكان ما ورسم لك الطريق اليه وذكر لك ما تحتاجه الرحلة من مجهود وتكاليف ألا تحاول أن تبذل جهدك وتستفيذ طاقتك وتعمل وسعك حتى تصل إلى هذا الكنز الذي ستجد فيه جاه الدنيا وعز الآخرة؟ كذك شأن التصوف يا صاح إنه الدواء المخفي والكنز المطوي والسر العلمي إنه الدواء الذي يحتاج اليه جسمك وفهمك وخلقك ولكنك لن تصل اليه ولن تنفع به حتى تتجه بمشارعرك نحوه وحتى تقبل ببصرك وبصيرتك عليه وحتى تبذل من ذات يدك وذات نفسك ومن وقتك وبحثك ما يهيء لك البلوغ اليه والوقوف عليه فهل فعلت من ذلك شيئا وقد عرفت الطريق إلى النعيم؟!
يهمني أن تكون على بصيرة من أمرك وأن لا تجهل شيئا جليلا يطالبك دينك وعقلك بأن تعرفه ومن هنا يتحتم عليك أن تدرس التصوف لتتصوره وتفهمه وتفقهه وبعد ذلك تحكم له أو عليه أوزيدك بيانا فأقول لك:" إنه قد يكون في التصوف وتاريخه وسير رجاله ما أضيف اليه أو افتراه المفترون عليه، ومن هنا يستتر حق وراء باطل ومن هنا أيضا يطالبك دينك بان تقوم لتهتك حجاب الباطل وتستضيء بنور الحق فهلا يكفي ذلك لتحريضك على رداسة التصوف؟؟!!
يا أبناء الإسلام: إن التصوف يحتل من أخرقكم وتاريخكم جانبا كبيرا وقد ضيعتموه زماانا طوالا ، فحسبكم ما كان ، وأقبلوا على التصوف ففيه إذاء ودواء والله الهادي إلى سبيل السواء( [161]).
22- الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى:
ويقول الشيخ أشرف علي التهانوي ( ت – سنة 1362هـ) في أكثر من كتاب له : التصوف ليس إلا تعبيرا للشريعة الإسلامية وتفسيرا لها لأجل ذلك يجب أن يدرس الناس كتب التصوف مثل كتاب (قوت القلوب) للمكي (والعوارف) للسهروردي ، وكتب الغزالي ، تماما كما يدرسون كتب الفقه فالتصوف للا يمكن أن يصلح الأمر بغيره لأن أول شيء في طريق التصوف هو تعليم التواضع وعنوانه في التصوف : الفناء.
التصوف هو عنوان للأحكام التي تعالج الباطن والقلب كما تعالج أحكام الفقه الحياة الدينية الظاهرة وإن أحكام التصوف منصوصة في القرآن والحديث مثل أحكام الفقه.
23- الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله :
وقال فضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (هذا والدي) ص 98 – 99 كان أبي رحمه الله يجزم بأن التصوف النقي هو جوهر الإسلام ولبابه وكان يؤكد أن المسلم إذا لم يكن قد تشرب حقيقة التصوف فقد حبس نفسه في معاني الإسلام ولم يرق صعدا إلى حقيقة الإيمان.
وقال: التصوف الحقيقي لا يمكن إلا أن يكون مأخوذا من كتاب الله وسنة رسوله ذلك لأن السعي إلى الوصول إلى ثمرات الإيمان بالله في القلب واجب رسمه القرآن واكدته السنة ولم يكن رحمه الله يقيم وزنا لتصوف لم ينهض على أساس من العلم السليم بكتاب الله وسنة رسوله وكان يرى أن صدق الانفعال بثمرات الإيمان التي هي حقيقة التصوف ولبه لا يتي إلا من سعة العلم بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبالشرئاع والأحكام التي خاطب الله بها عباده( [162]).
وقال حفظه الله أيضا في كتاب (السلفية) ص 117 – 118 : التصوف بمعناه الحقيقي السليم هو لب الإسلام وجوهره الكامن في أعماق فؤاد الإنسان المسلم وبدونه يغدو الإسلام مجرد رسوم ومظاهر وشعارات يجامل بها الناس بعضهم بعضا وهذا اللباب يتمثل في الرغبة والرهبة إذ تهيمن على قلب المسلم حبا له ومخافة منه فيتظهر فؤاده من أدران الضغائن والأحقاد وحب الدنيا.. ولا توقفنك إزاء هذه الحقيقة مشكلة الاسم لقد كان التحلي بهذا اللباب في صدر الإسلام مسمى لا اسم له إلا الإسلام ثم سمي فيما بعد بسم الله الرحمن الرحيمـ (التصوف) . (بتصرف).
24- الشيخ كريم راجح شيخ قراء الشام حفظه الله تعالى:
25- وقال الشيخ كريم راجح: علم التصوف من أشرف العلوم وأجل الفهوم وخير ما كتب فيه الكاتبون وألف المؤلفون لأنه يتعلق بالإيمان فيقويه ويثبته وبالسلوك فيحسنه ويقومه وبالعلاقات مع الناس فيبنيها على الإخلاص والمبحة وهو علم يصفي المرء من كل الشوائب ويرفعه إلى أعلى المراتب في تواضع منقطع النظير وخدمة للآخرين لا تعرف الأنانية وتتبراأ من الذاتية فالصوفي الصادق أخ في الله وعلى الله يعطيك ولا يمن لن الذي اعطى على الحقيقة هو الله فهو ينفع الخلق ليتقرب من الخالق ويعيش خادما للناس من أجل رب الناس والصوفي هو الذي يتمسك بالكتاب فيحكمه في كل سلوكه ومعاملته وبالسنة فلا يجيد عنها طرفة عين ويسلك مسالك العلمءا فلا يبني عبادته على جهل( [163]).
26- الدكتور محمد عبداللطيف الفرفور حفظه الله
ويقول الدكتور محمد عبداللطيف الفرفور في كتابه (من ذخائر الفكر الإسلامي) ص 132- 135:
.. تعالوا بنا بعد ذلك إلى هؤلاء القوم (الصوفية) ويحاتهم وسلوكهم النقي فها هي كتب التراجم والتواريخ تشهد كلها متضافرة على استقامة ظواهرهم على الشريعة المطهرة وبواطنهم على الطهارة والتزكية والصفاء والنور فتحقق لديهم الفيض وواعدهم الفتح ونطقت عبائرهم رضي الله عنهم بما رزقهم الله تعالى من الأنوار والعلوم الوهبية ومن استقرأ حياة هؤلاء المشاعل وجدها منورة بالقرآن متوجة بالرضوان مكللة بإكليل الاتباع بعيدة كل البعد عن الابتداع فرضي الله عنهم ما أعرفه بربهم : ﴿رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه﴾( [164]).
... فلماذا إذن نحارب التربية الروحية بما فيها من سمو خلقي رفيع ومعان إنسانية ندر وجودها في أي دين آخر أو فلاسفة وضعية بحجة أن هذه التربية الروحية تشتمل بدعا وشوائب.
27- الشيخ عدنان حقي حفظه الله :
يقول الشيخ عدنان حقي حفظه الله تعالى : التصوف مذهب إسلامي أخلاقي اجتماعي نفسي له أسلوبه وطريقته وبراهينه وادلته ورجاله وأصله سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان وهو طريق الحق والهداية والعكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الناس من لذة ومال وجاه وهو لب الإسلام وروحه ويقول القرآن الكريم عنهم ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾( [165]) ويقول: ﴿ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾( [166]) .
والمتصوفون يحققون في أنفسهم صفات الإخلاص والمراقبة لله عز وجل وليس لقلقة وإنما هو أذواق ووجدان وهو مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسير التابعين وتابعيهم( [167]) .
28- الشيخ عبدالله التليدي:
يقول الشيخ عبدالله التليدي في كتابه (أسباب هلاك الأمم): أفلا يعلمون أن التصوف هو روح الإسلام ولبه ، وهل الصوفية إلا أناس تخلوا عن الرذائل وتحلوا بالفضائل وبلغوا بفضل استقامتهم ومجاهداتهم الذروة العليا في الكمالات البشرية حتى يصبح أحدهم فانيا في الله غائبا فيه عن كونه وحسه وهل الصوفي إلا رجل تحقق بمقام ا؟لإحسان فعبد الله كأنه يراه وأخلص وصدق في توجهه وسيره إلى الله.
29- الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى:
يقول الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) ج2 ص 324 – 325 ما نصه : معنى التصوف – وكما قيل – مناجاة القلب ومحادثة الروح وفي هذه المناجاة طهر لمن شاء أن يتطهر وصفاء لمن أراد التبرؤ من الرجس والدنس وفي تلك المحادثة عروج إلى سماء النور والملائكة وصعود إلى عالم الفيض والإلهام وما هذا الحديث والنجوى إلا ضرب من التأمل والنظر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض بيد أن الجسم والنفس متلازمان وتوأمان لا ينفصلان ولا سبيل إلى تهذيب أحدهما بدون الآخر فمن شاء لنفسه صفاء ورفعة فلابد له أن يبترأ من الشهوات وملذات البدن .. فالتصوف إذن فكر وعمل ودراسة وسلوك والتصوف بهذا المعنى موجود منذ الصدر الأول للإسلام فكثير من الصحابة كانوا معرضين عن النيا ومتاعبها آخذين أنفسهم بالزهد والتقشف مبالغين في العبادة فكان منهم من يقوم الليل ويصوم النهار ومنهم من يشد الحجر على بطنه تربية لنفسه وتهذيبا لروحه غير أنهم لم يعرفوا في زمنهم باسم الصوفية وكان هذا الاشتهار في القرن الثاني للهجرة .
30- العلامة أبو النصر مبشر الطرازي:
يقول العلامة أبو النصر مبشر الطرازي كبير علماء تركستان في كتابه : الإسلام الدين الفطري ج2 ص 35 -36 ما نصه:
.. هذا وقد امتثل بالسنن ونوافل العبادات وإيثار ذكر الله طائفة من خواص المسلمين منذ العهد الأول من عهود الإسلام إلى عهدنا هذا عرفهم التاريخ في الغابر والحاضر (الصوفية) فنالوا ما نالوا من المقامات عند ربهم في الدنيا والآخرة.
ثم يقول: ولسنا في صدد بيان مبادئهم التي تستند على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو خصالهم التي تتلخص في الزهد والتقوى والرياضة في سبيل تزكية النفس وتهذيبها والوصول بها إلى مقام الفناء في الله والحب في الله والبغض في الله وإرادة كل خير لخلق الله حتى يحصلوا على رضاء الله جل جلاله وعم نواله وعز ذكره ولا إله غيره ﴿رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الملفحون﴾( [168])، اللهم اجعلنا منهم واحشرنا معهم آمين.
31- الأستاذ أنور الجندي:
يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه (عالمية الإسلام):
ولا ريب أن مفهوم التصوف العملي إنما هو الذي جاء به الإسلام من خلال الانقطاع للعلم باعتباره عبادة وجهادا حيث لا غرض مادي ولا سعي لشهرة زائفة بل وقف العقل والنفس الحقائق ووجهة التعليم والعلم والتربية في ذلك هو مرضاة الله تعالى على أن يتم ذلك كله في إطار تقوى الله والخوف منه وفي محيط الأخلاق.
32- المفكر رجاء غارودي:
يقول المكفررجاء غارودي في كتابه (ما يعد به الإسلام) ص 77: إن التصوف يعد من أبعاد العقيدة الإسلامية بل هو بعده (الجواني) وكل محاولة تجعل من التصوف (تيارا) مستقلا أو وظيفة منفصلة تحط حتما من قيمته فليس في الإسلام وهو دين الوحدة والتكامل الفصل بين التأمل والعمل وبين الذات والوجود وما التصوف إلا لون من ألوان الروحانية في الإسلام وهو التوازن الأساسي بين الجهاد الأكبر والصراع الداخلي ضد الرغبات التي تبعد الإنسان عن ذاته وبين الجهاد الأصغر ذلك النضال في سبيل الوحدة والانسجام في المجتمع الإسلامي ضد كل أشكال عبادة السلطة والمال والضلالات التي تبعد المؤمن عن طريق الله.
33- الأستاذ محمد الصادق عرجون:
يقول الأستاذ محمد الصادق عرجون في كتابه (التصوف في الإسلام) ص 72- 74 التصوف في الإسلام يقوم على إخلاص التعبد لله تعالى في كل أمر من أمور الدين والدنيا وهذه الدنيا عندهم دين لأنهم يأتون ما يأتون منها وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون لا يسارعون إلى الخيرات وهم لها سابقون.
ويقوم على الشفقة على خلق الله والرحمة لهم فهو عمل تطبيقي في واقع الحياة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة خاصة أصحابه وقد أخذه عنهم بحقيقته العابدون من تلاميذهم أهل المعرفة والعلم بالله ، ثم تلقاه مثلا حية من العمل في سيرة هؤلاء.
ثم يقول في خاتمة كتابه (اللهم إني أسألك مغفرة تطاولي إلى الحديث عن مقامات أولئك فإني أحبهم وقصدت تحبيبهم إلى من يريد سلك طريقهم في الوصول إلى رضاك).
34- الإمام أحمد السرهندي رحمه الله تعالى:
يقول الإمام أحمد السرهندي رحمه الله في كتابه (الأنوار القدسية) اعلم يا أخي أن الله كلفنا امتثال الأوامر واجتناب النواهي .. وإذا كنا مأمورين بالإخلاص في ذلك وهو لا يتصور بدون الفناء وبدنون المحبة الذاتية وجب علينا أيضا سلوك طريق الصوفية الموصلة للفناء والمحبة حتى نتحقق حقيقة الإخلاص ولما كانت طرق الصوفية متفاوتة الكمال والتكميل ان كل طريق تلتزم فيه متابعة السنة السينة وأداء الأحكام أولى وأنسب بالاختيار وإن هؤلاء الأكابر التزموا في هذه الطريقة متابعة السنة واجتناب البدعة ويجعلون الأحوال والمواجيد تابعة للحكام الشرعية .. والكتاب والسنة عندهم أولا قبل كل شيء.
والتصوف الذي أردت هو الإسلام الكامل في مقاصده وأهدافه والصوفية السابقون وكثير من اللاحقين استقام سلوكهم على هذا المبدأ في منهجه ولا شأن لي فيما شارك اسما وامتلأ بالدخائل والبدع فذلك ما لم أقصد اليه فإن التصوف حال أكثر منه قالا وإن من سلك سبيل القوم بصدق ذاق ما ذاقوه إن شاء الله تعالى له ذلك.
35- الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله تعالى:
قال الأستاذ والمؤرخ محمد راغب الطباخ رحمه الله تعالى في كتابه : (الثقافة الإسلامية) فإذا كان التصوف عبارة عن تزكية النفوس وتصفية الأخلاق فنعم المذهب ونعم المقصد وذلك هو الغاية من بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ففي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»( [169]) وقد تأملنا سيرة الصوفية في القرون الأولى من الإسلام فوجدناها سيرة حسنة جميلة مبنية على مكارم الأخلاق والزهد والورع والعبادة منطبقة على الكتاب والسنة وقد صرح بذلك سيد هذه الطائفة أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى كما في ترجمته في تاريخ ابن خلكان حيث قال: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة وفي شرح الإحياء للعلامة الزبيدي (ج1 / ص 174) وقال الجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي في ترجمته في (الرسالة القشيرية) ص 19 وفيها: قال الجنيد: من لم يحفظ القرىن ولم يكتب الحديث لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة ثم قال بعد السند عن الجنيد مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة.
وقال الجنيد: علمنا هذا مشيد بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال سري السقطي: التصوف اسم لثلاثة معان: هو الذي لا يطفيء نور معرفته نور ورعه ولا يتكلم بباطن علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك محارم الله تعالى ، وفي شذرات الذهب (ج 5 / ص279) في ترجمة أبي الحسن الشاذلي ومن كلامه (كل علم تسبق إليك فيه الخواطر وتميل النفس وتلتذ به فارم به وخذ بالكتاب والسنة).
وهؤلاء فوق ما اتصفوا به من تهذيب النفس والورع والزهد والعبادة قد قاموا في عصورهم بالواجب عليهم ، من إرشاد الخلق إلى الحق والدعوة اليه وصدهم الناس عن التهافت على الدنيا وجمع حطامها من أي وجه كان ، والاسترسال في الشهوات والملذات مما يؤدي إلى الانهماك في المحرمات والغفلة عن الواجبات وما خلق الإنسان له وتكون نتيجة ذلك انتشار الفوضى وظهور الفساد، وكثرة البغي والهرج فكان هؤلاء بوعظهم وإرشادهم والحكم والحقائق التي تفجرت من ينابيع قلوبهم هم رحاس الأخلاق والآخذون بيد الأمة إلى مناهج الحق وسبل الرشاد والدعاة إلى السعادة الحقيقية وهي قيام الإنسان بجميع ما أمر به مع عدم نسيانه نصيبه من الدنيا فكانوا في جملة السامعين في هذه الأمة والمجيبين لقوله تعالى : ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾( [170]) .
فسلف الصوفية هم أعلام الملة وسادة الأمة سراجها الوهاج ونورها الوضاح وبهم وبأمثالهم من المحدثين والفقهاء اهتدت اهتدت الأمة إلى الصراط المستقيم وسلكت المنهاج القويم وانتظمت أحوال معاشهم وصلحت أمور معادهم وفازوا فوزا عظيما.
وإذا تتبعنا آثار الصوفية وتراجمهم نجد أن الكثير منهم قد كان للواحد منهم أتباع يعدون بالألوف كلما انتسب اليه شخص الآخى بينه وبين سابقيه فتمكنت بين أتباعه والمنتسبين اليه أواصر الألفة وروابط المحبة وتواسوا فيما بينهم وتواصوا بالحق وعطف غنيهم على فقيرهم ورحم كبيرهم صغيرهم فأصبحوا بنعمة الله إخوانا وصاروا كالجسد الواحد( [171]).
36- الأستاذ عباس محمود العقاد:
ويقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (الفلسفة القرآنية) التصوف في الحقيقة غير دخيل في العقيدة الإسلامية كما قلنا في كتابنا عن أثر العرب في الحضارة الأوربية ومثبوت في آيات القرآن الكريم مستكن بأصوله في عقائد صريحة.
37- الدكتور عبدالحليم محمود:
ويقول فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود (شيخ الأزهر سابقا) في كتابه (قضية التصوف) ص 259/ التصوف لا يعدو أن يكون جهادا عنيفا ضد الرغبات ليصل الإنسان إلى السمو أو إلى الكمال الروحي ، ليكون عارفا بالله ، وإن الذين يربطون بين التصوف من جانب أو الكرامات وخوارق العادات من جانب آخر كثيرون ، ولكن التصوف ليس كرامات ولا خوارق للعادات.
38- أوب الأعلى المودودي:
قال العلامة الكبير الأستاذ أبو العلى المودودي في كتابه مبادئ الإسلام تحت عنوان التصوف: إن علاقة الفقه إنما هي باهر الإنسان فقط ولا ينظر إلا هل قمت بما أمرت به على الوجه المطلوب أم لا ؟ فإن قمت فلا تهمه حال قلبك وكيفيته أما الشيء الذي يتعلق بالقلب ويبحث عن كيفيته فهو التصوف.
إن الفقه لا ينظر في صلات مثلا إلا هل أتممت وضوءك على الوجه الصحيح أم لا؟ وهل صليت موليا وجهك شطر المسجد الحرام أم لا ؟ وهل أديت أركان الصلاة كلها أم لا؟ وهل قرأت في صلاتك بكل ما يجب أن تقرأ فيها أم لا ؟ فإ نقمت بكل ذلك فقد صحت صلاتك بحكم الفقه إلا أن الذي يهم التصوف هو ما يكون عليه قلبك حين أدائك هذه الصلاة من الحالة هل أنبت فيها إلى ربك أم لا؟ وهل تجرد قلبك فيها عن هموم الدنيا وشؤونها أم لا؟ وهل أنشأت فيك هذه الصلاة خشية الله واليقين بكونه خبيرا بصيرا وعاطفة ابتغاء وجهه الأعلى وحده أم لا ؟ والى أي حد نزهت هذه الصلاة روحه؟ والى أي حد جعلته مؤمنا صادقا عاملا بمقتضيات إيمانه؟ فعلى قدر ما تحصل له هذه الأمور وهي من غايات الصلاة وأغراضها الحقيقية في صلاته تكون صلاته كاملة في نظر التصوف وعلى قدر ما ينقصها الكمال من هذه الوجهة تكون ناقصة في نظر التصوف فهكذا لا يهم الفقه في سائر الأحكام الشرعية إلا هل أدى المرء الأعمال على الوجه الذي أمره به لأدائها أم لا .
أما التصوف فيبحث عما كان في قلبه من الإخلاص وصفاء النية وصدق الطاعة عند قيامه بهذه الأعمال ويمكنك أن تدرك هذا الفرق بين الفقه والتصوف بمثل أضربه لك:
إنك إذا أتاك رجل نظرت فيه من وجهتين : إحداهما: هل هو صحيح البدن كامل الأعضاء؟ أم في بدنه شيء من العرج أو العمى؟ وهل هو جميل الوجه أو ذميمه؟ وهل هو لابس زيا فاخرا أو ثيابا بالية.
والوجهة الأخرى: إنك تريد أن تعرف أخلاقه وعاداته وخصاله ومبلغه من العلم والعقل والصلاح فالوجهة الولى وجهة الفقه والوجهة الثانية وجهة التصوف وكذلك إذا أردت أن تتخذ أحدا صديقا لك فإنك تتأمل في شخصيته من كلا الوجهتين وتحب أن يكون جميل المنظر وجميل الاطن معا كذلك لا تجعل في عين الإسلام إلا الحياة التي فيها اتباع كامل صحيح لأحكام الشيعة من الوجهتين الظاهرة والباطنة.
[ثم قال: إنما التصوف عبارة – في حقيقة الأمر- عن حب الله ورسوله الصادق بل الولوع بهما والتفاني في سبيلهما والذي يقتضيه هذا الولوع والتفاني ألا ينحرق المسلم قيد شعرة عن اتباع أحكام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فليس التصوف الإسلامي الخالص بشيء مستقل عن الشريعة وغنما هو القيام بغاية من الإخلاص وصفاء النية وطهارة القلب].
39- عبدالقادر البغدادي رحمه الله تعالى:
قال الإمام الكبير حجة المتكلمين عبالقادر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه (الفرق بين الفرق) الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس: ذكر منها الصنف السادس قائلا: والصنف السادس منهم الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا ، واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسئول عن الخير والشر ومحاسب على مثاقيل الذر ، فأعدوا خير الإعداد ليوم المعاد وجرى كلامهم في طريقي العبارة والإشرارة على سمت أهل الحديث دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء ولا يتركونه حياء، دينهم التوحيد، ونفي التشبيه ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى ، والتوكل عليه، والتسليم لأمره ، والقناعة بما رزقوا والإعراض عن الاعتراض عليه: ﴿ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( [172])﴾( [173]).
40- الإمام النووي رحمه الله تعالى:
وها هو الإمام الحجة أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي يقرر في رسالته (المقاصد) أصولا لطريق التصوف فيقول: إن أصول طريق التصوف خمسة:
1- تقوى الله تعالى في السر والعلانية.
2- اتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3- الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
4- الرضى عن الله في القليل والكثير.
5- الرجوع إلى الله في السراء والضراء( [174]).
41- الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى:
ويقول الشيخ محمد الغزالي في بعض كتبه منها (الجانب العاطفي من الإسلام) ما نصه: هناك تصوف نبت في أكناف الإيمان والإسلام والإحسان ونما على أغذية جيدة من العلم والعمل واستطاع أن يكون المشاعر الإنسانية بصدق العبودية ودفعها إلى التفاني في مرضاة الله.. .
وإذا كان سعد زغلول قد وصف أدب الرافعي بأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم فإني مع إكباري للرافعي وأدبه أرى كلمة سعد أصدق ما تكون في حكم الصوفي ابن عطاء الله السكندري رحمه الله.
42- جلال الدين السيوطي رحمه الله:
وقال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه (تأييد الحقيقة العلية) إن التصوف في نفسه علم شريف ، وإن مداره على اتباع السنة وترك البدع والتبري من النفس




منقول من الائتلاف العم للطرق الصوفيه علي الفيس بوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maddya.yoo7.com
 
أقوال الأئمة والعلماء في التصوف(تجميع الشيخ صديق المندوة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السُّلْطَانُ الفرغل سُلْطَانَ صَعِيدِ مُصِرِّ :: الأقســـــــــــــــــــامـــ :: هــذا هــــو الــــتــــصـــــوف-
انتقل الى: